
صيدا مدينة تاريخية عتيقة، لها مكانتها المميزة، وكأي مدينة عريقة، انتشرت فيها الأسواق التجارية العديدة والمختلفة، بل تميزت الأسواق في صيدا بشهرة كل سوق بالحرفة والتجارة المنتشرة به، كسوق الذهب، وسوق النجارين، وسوق الحياكين، سوق الخضار، سوق البازركان، وسوق اللحامين، ولكن هذه الأسواق لم يبق منها ما هو مستمر حتى الآن إلا سوق الذهب وسوق النجارين وسوق البازركان.
والسوق الرئيسي في صيدا هو سوق "البازركان"، وبازركان كلمة من شقين تعني "بازار" وهي كلمة فارسية بمعنى السوق، و"كان" بمعنى تاجر، أي أنها تعني "سوق التجار"، و يقع السوق في المدينة القديمة ويمتد من أمام القلعة البحرية والتي تعتبر رمزًا للمدينة غربًا، حتى القلعة البرية جنوبًا، وهو يحافظ منذ إنشائه من 500 عام على جمال أزقته ودكاكينه وشكلها التراثي وتجاراتها الموروثة ورمالها العتيقة ونظافته.
ويشتهر سوق البازركان ببيع الملابس ومستلزماتها، ففي شوارع ضيقة طويلة، تتراص المحلات بجانب بعضها البعض، محلات للأقمشة ومستلزماتها من أزرار، و إبر وأدوات الخياطة المختلفة، كما يوجد محلات لبيع أربطة الشعر النسائية، وأماكن لتنجيد اللحف والفرش، ومحلات لبيع التحف والهدايا والإكسسوارات، وفي داخل " البازركان" هناك سوق "الذراع " وسمي بذلك الإسم لأنه يبيع الاقمشة بالذراع، كما يضم السوق الجديد أو سوق الجوهر، ونظرًا لذلك التنوع والشكل الزخرفي القديم يجذب السوق السياح وزوار المدينة بدرجات كبيرة.
وفي نهاية السوق، يستطيع السائح أن يذهب إلى خان الإفرنج والذي يقع قريبًا من السوق العتيق، وهناك سينبهر بالطراز التوسكاني، والفن المعماري المميز للعصور الإسلامية، و خان الإفرنج ينقسم إلى ثلاث أقسام، القسم الأول يضم الخان الكبير، وفيه معارض التجار يعرضون فيها تجارتهم المختلفة، والإصطبلات، والحمامات، أما القسم الثاني فيضم البيت القنصلي والذي كان مخصص لممثل الملك الفرنسي ويضم غرف متنوعة، والقسم الثالث هو الخان الصغير، ويتصل مباشرة بالبيت القنصلي وهناك يتم تنظيم المعارض الحرفية والفنية والثقافية المختلفة.
ومن الأسواق المهمة ايضًا في صيدا سوق النجارين، وهو أحد أقدم المناطق القديمة في المدينة، وسمى بذلك الاسم نتيجة لانتشار حرفة النجارة والصناعات الخشبية به، حيث كان الخشب يأتي إليه عن طريق ميناء المدينة، عبر بوابة البحر أو بوابة الشاكرية، و فيه يتم صناعة كل ما هو خشبي في المدينة كعلب الحلوى الخشبية التي تقدم للسلاطين، وأسوار البساتين التي كانت تحمي المدينة من اللصوص، بالإضافة إلى صناعة الكراسي والطاولات والصناديق الخشبية التي تزف جهاز العرائس وخاصة الأميرات، والتي لا تزال حتى الآن تستخدم في ديكورات المنازل.
ولا يقتصر السوق على محلات النجارة والخشب فقط فيوجد هناك الكنيس اليهودي الصغير، وعند المدخل كنيسة الروم الأرثوذكس، وفي وسط السوق مسجد بني نقيب، ونتيجة لذلك الخليط يعتبر السوق مركز تجاري اقتصادي سياحي.
أما سوق الذهب أو سوق الصاغة، فهو يضم محلات الذهب والتي تقدم المصوغات الذهبية والذهب البرازيلي.
وهذه الأسواق القديمة تعد مزارًا سياحيًا مهمًا، لجمالها المعماري والتراثي والمعالم الأثرية الموجودة بها، إلى جانب الأنشطة التجارية المختلفة التي تزخر بها، ومحلات التذكارات والهدايا، أما سكان المدينة فتعتبر هذه الأسواق هي المراكز التجارية التي يلجاون إليها لأسعارها المخفضة.
وتنتشر في المدينة مراكز التسوق الحديثة والمولات، فستجد عند مدخل "بولفار الدكتور نزيه البزري" المركز التجاري " صيدا لو مول"، وهو من أضخم المراكز التجارية الموجودة في جنوب لبنان وليس في صيدا فقط، حيث يقع على مساحة 20 ألف متر مربع، وهو يضم ماركات عالمية للأزياء، وخدمات تجارية وترفيهية وسياحية مختلفة، في خمس طوابق، يتوسطها فناء واسع، ويتضمن المركز مدينة ملاهي فريزي، ومسرح للأطفال، كما يوجد أيضًا المركز التجاري " ذا سبوت صيدا" وهو فرع جديد في مدينة صيدا لسلسلة مولات "ذا سبوت".
وصيدا هي مدينة لبنانية تقع في الجنوب، و تعتبر هي عاصمة الجنوب، و عُرفت بـ "صيدون الفينيقية" و"سيدة البحار"، وكانت صيدا من أهم المدن العربية التجارية قديمًا، حيث ساهمت بأسطولها التجاري بنقل الحرف وتجارتها عبر البحر إلى العالم، وتنوعت الصناعات في صيدا فكانت المنتجات من الخزف والزجاج والأرجوان والنسيج.
فإذا كنت في زيارة إلى صيدا لا تفوت العروج على أسواقها المختلفة، وهناك ستنبهر بالمعمار الإسلامي، والشكل الزخرفي الجميل للحوانيت والدكاكين، كما يمكنك شراء الهدايا والتذكارات بأسعار مخفضة.